كتبت نجوى السيسى
كان ﻷول خريجة إعلام فى البحر اﻷحمر حلم أكبر من مجرد تحقيق طموحاتها لنفسها، كان حلمها لكل زميلاتها الإعلاميات وخصوصا فى اﻷقاليم المصرية. إنها صفاء عبد الحميد التى أتت إلى القاهرة منذ سنوات لعدم وجود عمل إعلامى للفتيات هناك وقتها. وحققت نجاح فى عملها الإعلامى ولكنها قررت أن تؤسس كيان مؤسسى للإعلاميات المصريات للنهوض بهن وتقديم الدعم المهنى أولا (من خلال الدورات التدريبية) ثم الدعم النفسى والدعم الحقوقى لهن، هذا الكيان هو مؤسسة إتحاد إعلاميات مصر التى تم تأسيسها بالتعاون مع عدد من الزميلات الإعلاميات اللاتى تعاونن ولم يدخرن وسعا فى تقديم كل الدعم لها متخذين شعار "كن أنت الإعلام الذى تريده"
وقد تم إشهار المؤسسة فى وزارة التضامن الإجتماعى وبدأت عملها منذ عام 2014، وتتكون من 3 أفراد فى الإدارة و 5 فى مجلس اﻷمناء. وهى قائمة فى مجملها على العمل التطوعي.
وعن واقع الإعلام المصرى ودور مؤسسة إتحاد إعلاميات مصر فى تطويره تقول أ.صفاء عبد الحميد (نائب رئيس مجلس اﻷمناء) لسحر الحياة: "تعانى الصحفيات المصريات من التهميش ولذلك أسست إتحاد إعلاميات مصر حيث أن 85% من كليات وأقسام الإعلام من النساء ولكن 40% فقط هم من يستطيعوا العمل، و2% فقط هم من يتقلدوا المناصب القيادية. وأن معظم المؤسسات الصحفية أو 99% منها لا يرأسها النساء بالرغم من أنهم ممكن أن يصلوا إلى 40 أو 50% من إجمالى العاملين بالمؤسسة".
وتضيف بأنه "لا يوجد معايير واضحة لإختيار المناصب القيادية للمؤسسات الصحفية، ولذلك ما ننادى به ليس أن تتولى السيدات قيادة المؤسسات الصحفية ولكن أن تكون هناك معايير واضحة للإختيار نقيس عليها السيدات والرجال واﻷجدر يأخذ المنصب ليكون للسيدات فرصة وأمل فى أن تكون فى يوم رئيس مجلس إدارة أو رئيس تحرير. فجريدة اﻷهرام مثلا عمرها 147 سنة وفيها صحفيات جيدين جدا ولا يزال لا أحد يجرؤ على طرح إسم سيدة كرئيس مجلس إدارة أو رئيس تحرير مثلا.
ونحن فى إتحاد إعلاميات مصر نطور الإعلام من خلال تفعيل دور الإعلاميات وزيادة الدعم المهنى والذاتى لهن".
وعن سبب الإهتمام باﻷقاليم المصرية وتوفير تدريب بالمحافظات ضمن نشاطات إتحاد إعلاميات مصر تقول أ.صفاء عبد الحميد "إن الإعلامية ظروفها فى المجتمعات المحافظة تمنعها من المجيء إلى القاهرة لذلك نريد أن نعطيها الدعم لكى تعبر عن نفسها فى مجتمعاتها بدل من المجيء للقاهرة ﻷن كل الصحفيات اللاتى نجحن اضطررن لترك بيئاتهن والمجىء للقاهرة. بالإضافة إلى أن واقع الصحفيات فى اﻷقاليم أنهن يعانين من التضييق عليهن أو عدم الترقى أو عدم أخذ راتب مثلها مثل زميلها. لكل ذلك كان هدفنا الرجوع للمحافظات لتقديم الدعم للصحفيات وتأهيلهن لكى يعبرن عن مجتمعهم بشكل جيد"
وقد ساهمت مؤسسة إتحاد إعلاميات مصر فى تقديم العديد من البرامج التدريبية بسعر مخفض جدا لدعم الإعلاميات، وتطورت بعد ذلك لتدرب الإعلاميين الرجال أيضا، وعن سبب ذلك تقول أ.صفاء عبد الحميد "وجدنا أننا عندما دربنا السيدات بمنأى عن الرجال أننا لم نحقق شىء ﻷن الإعلامية تكون أخذت شىء هو لم يأخذه، ولكن عندما يرى أن التى تدربه سيدة يأخذ عنها المعلومة ويستفيد منها ثقته فى زميلته ستزيد ويبدأ فى تقبل أن تكون مديرته سيدة".
وقد حصلت مؤسسة إتحاد إعلاميات مصر على الجائزة اﻷولى على مستوى العالم فى اﻷفكار الرائدة التى تقدمها شركة BMW للسيارات كل 4 سنوات ﻷفضل اﻷفكار على مستوى العالم لتطوير البشرية.
ولا تزال المؤسسة تطمح لتحقيق الكثير والكثير لدعم الإعلاميات والعمل الإعلامى، وعن ذلك تقول أ.صفاء عبد الحميد لسحر الحياة: "نتمنى أن يكون لنا فروع فى كل محافظات مصر، وأن نكون نواة لإتحاد الإعلاميات اﻷفارقة حيث أننا أسسنا داخل إتحاد إعلاميات مصر نادى المرأة اﻷفريقية ونعطى ورش تدريبية للصحفيين اﻷفارقة. ونتمنى أيضا أن نكون نواة للإتحاد العام للصحفيين المحليين، بالإضافة إلى عمل شراكات مع إتحادات دولية وجهات دولية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق